أهم أحداث شهر رمضان محاكمة الرئيس المتخلى مبارك غطت علي كل البرامج والمسلسلات عند المشاهدين ومن المتوقع أن تستمر في احتلال الصدارة لدي المشاهدين مع الجلسات المقبلة كان الجميع قد شاهدواالرئيس المتخلى وهو يتحدث ولكن كانت هناك تفاصيل أخري خلف كواليس المحاكمة فقد نجح أبناء الرئيس السابق في إخفائه عن الحاضرين في القاعة دون أن يدروا أن كاميرا مصور التليفزيون الناقل للأحداث قد غافلتهم وقامت بتصوير والدهم لكي يشاهده الملايين وإذا كانت رؤية مبارك في القفص هي الجزء الأكثر إثارة في محاكمة القرن فإن هناك تفاصيل أخري تم مشاهدتها والتعرف إليها من داخل قاعة المحاكمة كانت هناك حركة غير عادية في مكان المحاكمة بمجرد الوصول إلي مقر أكاديمية الشرطة تجد ممثلى الشاشة الصغيرة يقفون في الخارج ينتظرون الحصول علي تصاريحهم للدخول منهم مصريون وأجانب وعدد من أمهات الشهداء تجمعن وهن يحملن صور أبنائهن ولا يستطعن ولا حتي المحامين الموكلين عنهم الدخول لعدم قيامهم بعمل التصريح الذي وضعته وزارة العدل شرطا لحضور المحاكمة وكانت الكلاب البوليسية الضخمة والوجود الأمني الكثيف لم يستطيعا منع اشتعال المكان بالاشتباكات المتبادلة بين أنصار الرئيس السابق وبعض الناشطين من الشباب حيث أطلق المؤيدون لمبارك عبارات الاتهام بالعمالة والحصول علي الأموال من الخارج وبالطبع رد الشباب بأن مبارك قاتل وأنهم من فلول الحزب الوطني المنحل وبالطبع لم يخل الأمر من سقوط عدد من المصابين ورغم أن كاميرات القنوات الأجنبية كانت ممنوعة من الدخول فإنها كانت حريصة علي الوجود بكثافة خارج الأكاديمية بعد الحصول علي التصريح يتم الدخول بعد التفتيش الدقيق ومنع دخول المحمول أو الكاميرات والتأكد حتي من الأقلام حتي لا تكون من النوع المزود بكاميرا صغيرة تم الانتقال بالأتوبيسات داخل الأكاديمية وصولا إلي القاعة الضخمة كانت نصف خالية ويوجد القفص المعد للمتهمين في ركن صغير بالقاعة ويجلس بجانبه مجموعة من الأشخاص يرتدون زيا موحدا عبارة عن قميص جينز أزرق وبنطلون رمادي ويبدو أنهم من الأمن المركزي وكان هناك سور حديدي عال يفصل بين قفص الاتهام ومجموعة المقاعد التي يجلس عليها أفراد من الـشرطة وبين مقاعد بقية الحضوروكان عدد كبير من الضباط يقفون صفا بجانب السور و تأخرت الجلسة لمدة ساعة عن الميعاد المحدد حتي وصول المتخلى والذي استقل طائرتين الأولي من شرم الشيخ لمطار ألماظة والثانية الطائرة التي أقلته للأكاديمية وهي بالطبع طائرات تختلف كثيرا عن طائرات الرئاسة التي كان يستقلها حتي آخر مرة عندما ذهب إلي شرم الشيخ جزء من المحاكمة هو رؤية المتهمين وليس إخفاءهم بهذا الشكل ولكن يبدو أن هناك من لا يزال يضع اعتبارا لمن في القفص وبدا هذا واضحا من التحية التي كان يتبادلها العادلي مع عدد من الحضور وكان يبدو أنه يتعمد إظهار ذلك حيث كان يقف ويرفع يده بالتحية عندما بدأ القاضي أحمد رفعت يسأل عن المحامين كانت المفاجأة أن الحاضرين عن414 من المجني عليهم هم 56 محاميا في حين حضر للدفاع عن 11 متهما 82 محاميا وفي حين ضم طاقم الدفاع كوكبة من المحامين المعروفين كانت هيئة المدعين بالحق المدني هزيلة ومليئة بمدعي الشهرة ممن حضروا للظهور أمام الكاميرات في حين غابت الأسماء الكبيرة عن محامي المدعين وكذلك لم تحضر أسر الشهداء أحاديث كثيرة من الحاضرين بداخل القاعة عن مغزي دخوله ممددا علي نقالة ورجح الكثيرين أن ذلك لثلاثة أسباب أولا أن يحصل علي تعاطف ناس والثاني أن دخوله جالسا سيسهل مشاهدته وتصويره داخل القفص وثالثا أن ذلك سيضطره للوقوف للقضاة مع دخولهم وخروجهم الجلسة وكادت هذه الحيلة أن تفلح لولا أن التليفزيون استطاع تصويره وأوضح أنه لا يعاني بهذه الدرجة من المرض وكانت النقالة ما هي إلا حيلة لتجنب ما سبق ولقد تم تصوير مبارك بحيلة حيث لاحظ أحد كبار المسئولين بالتليفزيون وهو يتابع المحاكمة من مكتبه أن علاء وجمال ينظران في زاوية معينة وكلما أظهرت الكاميرا مبارك يقومان بإخفائه فأمر بقطع الإرسال عن كاميرات القاعة وتوصيلها بكاميرا تصور القاضي والمحامين وكأن هذا ما يصوره التليفزيون بالفعل لذلك في الجزء الثاني استطاع المصور التليفزيوني أن يصور مبارك وهو يتحدث ويتحرك وهو كذلك يضع أصبعه في أنفه تلك الصورة التي كانت أكثر الصور انتشارا عبر الإنترنت في هذا اليوم ثم كانت اللقطة التي قال فيها أفندم والتي تحولت إلي رنة موبايل المهم ما حدث في تلك اللحظة خارج الأكاديمية حيث وقف عدد كبير من المشاهدين وعدد من أهالي الشهداء أمام شاشة العرض بالخارج وعندما قال أفندم صرخوا وكبروا وبعضهم بكي وآخرون قالوا لقد أخذنا بثأر أبنائنا الآن لحظة غريبة ولكنها حملت ارتياحا كبيرا للشارع من أن هناك قضاء عادلا وأن الناس يمكن أن يستعيدوا حقوقهم الضائعة مرة أخرولكن هناك من أخبر علاء وجمال بأن هناك خدعة في التصوير داخل القاعة وأن مبارك تم تصويره بشكل واضــح فقــامــا فــي الجــزء الثــالث بالوقوف بطريقة لا تسمح بمجرد ظهور جزء منه لدرجة أن البعض تشكك في وجوده في القفص حتي رفعت الجلسة وظهــر وهــو يخــرج مــنه شــخصية من خارج القاعة حــاول الخــروج والاقتــراب مــن الاســتراحة التي يجلسون بها بين الجلسات وشاهد أبناءه وهم يســاعدونه للوقوف للدخــول للحمــام مما يعني أنه قد يكون قادرا علي الجلوس إلي حد ما الملاحظ أن كم الشهود الذين طلب كل مــن محــامي المــدعي عليهــم ومحــامي المتهمين الاستماع إليهم قد يقتضي أن تمتد المحاكمات لأكثر من عام حيث طلب فريد الديب وحده شهادة 1630 شخصا وهو ما يعني أن مسلسل محاكمة مبارك سيكون هو المسلسل الأكثر إثارة في مصر خلال الشهور المقبلة
سعيد سليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق